Documenting my Art life. توثيق حياتي الفنية
Art from the heart
حوار مجلة الآطام
١ - مابين التلقي الأول بين يدي أشهر عازفي الكمان بمكة الفنان حمزة مغربي وبين عمالقة أساتذة الفن التشكيلي بروما كيف دوزن ضياء عزيز عزفه المنفرد لتخليد تفاصيل الحياة الاجتماعية الحجازية بكل أبعادها ؟
٢ - الملايين سنويا يعبرون من بوابة مكة قاصدي البيت الحرام ما الرسالة التي أردت إيصالها لهم وأنت تصمم هذا المعلم العالمي وعلى أقدس بقاع الأرض ؟
٣- مابين عام 1963 م ولوحتكم الشهيرة تحرير العبيد وبين مقطع وجدته لك حديثاً علي اليوتيوب تصور فيه أبناء السبيل هذا الهم الإنساني والقضايا الإنسانية الكبرى والوجود الإنساني بكل حالاته الوجدانية وحياته اليومية في لوحاتك حدثنا عن هذا النسيج الإنساني وحضوره في أعمالك ؟
٤ - وانتم مواكبين الحراك التشكيلي منذ أول معرض لكم بفندق جدة بلاس عام" 1969م إلي الآن كيف ترون الساحة التشكيلية . وما هي نظرتكم المستقبلية للمشهد التشكيلي والثقافي بالعموم ؟
٥ - يقول رينيه وينج: (أن المعنى الروحي للضوء يتجاوز الرؤية المادية للعين إلى رؤية أعمق داخل أحاسيس الإنسان يبرز الحقيقة الروحية له) لنسبر أغوار تلك المسافة بين الضوء كدليل محدد لتفاصيل الأشياء ومحاكاة للواقع وبين الضوء كسمة تعبيرية في أعمالكم ؟
٦ - بين فكرة العمل وتنفيذه إلي أن يكتمل تلك الأجواء كيف يتعايش معها الفنان ضياء عزيز ؟
٧ - تستوقفنا مسميات لوحاتك كثيرا فالأغلب منها بمفردات من اللهجة الحجازية ما الذي أراد الفنان ضياء عزيز ضياء تضمينه تلك المسميات ؟
٨ - وجودكم في وسط أدبي ووالدكم يرحمه الله عزيز ضياء رائدا من رواد الحركة الأدبية في بلادنا حدثنا عن مساحة الفن التشكيلي في ذلك الوسط ؟وما هي المساحة التي شكلها الأدب في تكوينكم الفني ؟
9 - بعد الفنان العالمي عبدالحليم رضوي رحمه الله لم نسمع بلقب العالمية في ساحة الفن التشكيلي السعودي، هل الحصول على درجة الأكاديمية العليا أهم شروط لقب العالمية؟ أم أن اللقب إعلامي لا أكثر؟
10 - جمعية التشكيليين السعوديين هل حققت المأمول منها؟ وما هي الخطوات الضرورية في نظرك لتكون بيت التشكيليين الأول وتساهم في تطور الحركة الفنية التشكيلية السعودية؟
11 - لماذا توقفت مدارس التعليم العام عن دعم الساحة الفنية بالمواهب؟ هل الخلل في منهج التربية الفنية؟ أم في انعدام الحافز لدى النشء؟
12 - بعد كل هذا الامتداد والاتساع في عوالم الأدب والفن, كيف يمكن أن تلخص التجربة؟
13 - العلاقة بين المبدع والناقد كيف تراها؟
14+ - الانطباع الداخلي حين يكتمل العمل, حين تنجز لغة التواصل بينك وبين العالم الخارجي, ما الذي تتمناه وما الذي تخافه؟
-
- أخيرًا.. عادة ما يبدأ بها الكلام, هل تريد أن تقول شيء ؟
1- الذي اذكره هو ان الفنان حمزة المغربي كان له علم بآلة الكمان ولكنه عازفا رئيسياً على آلة القانون في اوركسترا الإذاعة آنذاك المكونة من القانون و كمان واحد وعود و الرق ، وقد غنيت مع تلك الأوركسترا نشيد ( يا قمرنا يا مليح ) وأغنية ( انا بدي أصير طيار ) وكان ذلك عندما كانت الإذاعة السعودية في جبل هندي بمكة المكرمة . وكنت أنا في السابعة أو الثامنة من عمري .
ويمكن القول أن الموسيقى هي اكثر الفنون تعبيراً عما تجيش به النفس من مشاعر ، فرحا وحزنا فكم من مرات ادمعت العين وخفق القلب عند سماع نغمة حزينة أو لحن حماسي .
وبهذه المشاعر وعلى هذا النحو نشأت بين ازقة مكة وحواري جده ومدن أخرى حول العالم مع والدي ووالدتي ، حتى انتهي بي المطاف بروما لدراسة وصقل موهبة فن الرسم والنحت . فلم اشعر بالغربة بل شعرت طيلة فترة الدراسة اني اعيش داخل لوحة كل ما أراه فيها فن وجمال وتاريخ .
وشعرت منذ البداية اني مدين لانتماءاتي الأولى فتلك الأزقة والحواري وذلك النور الساقط من خلال الروشان على جانب من وجه أمي ، والطفل الذي يلعب بجانب زير الماء ، أو على عتبة باب البيت ، كل هذه الصور، وما اكثرها هي التي حفرت في ذاكرتي وظلت تراود خيالي وهي التي شعرت انها اكثر الصور اصالة والتي تستحق التخليد.
2- بوابة مكة ما هي إلا تذكير وتجسيد لحقيقة أن هذا البلد هو بلد مهبط الوحي، حيث انزل الله القرآن الكريم على رسوله النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن هناك أهم من المصحف الشريف الذي يحمل كلمات الله . ولقد كان ضمن التصميم ضوء قوي عمودي يخرج من منتصف المصحف إلى السماء ليمثل الصلة بينهما. ( كما هو بين في الصورة المرفقة )
3- الأنسان هو محور الحياة، والفنان هو ضمير هذا الإنسان، فأنا أعيش الحياة بحلوها ومرها وأتلقى نفحاتها وضرباتها، فكيف لي ان اعبر إلا عما انا غارق فيه. والواقع أنى ارسم ما انفعل له في هذا المجتمع منذ بداياتي، ولذلك لو تتبعت تواريخ واعداد اعمالي تجد أنها قليله .
4- الساحة التشكيلية مقارنة بما كان عليه الحال سنة 1996م تذخر الآن بمئات الفنانين والفنانات ، رغم ان بلادنا لا توجد بها معاهد لتعلم الفنون ولا اكاديميات ، وكل ما نراه اليوم هو مجهودات شخصية لفنانين وفنانات وهبهم الله هذه القدرة على التعبير بفن الرسم والنحت . و لكن يجب ان اقول ان الفضل في هذا يعود للملك فيصل رحمة الله عليه ووزير تعليمه آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ رحمة الله عليه الذي اعتمد ابتعاث الطلبة الموهوبين إلى ايطاليا لدراسة الفن وذلك عن قناعة بأن هذه البلاد تذخر بالفنانين الموهوبين الذين يستحقون دراسة وصقل مواهبهم في بلاد الفن ، في الوقت الذي كان فن الرسم والنحت محارب عندنا لأسباب كثر الجدال حولها . وأني بهذه المناسبة أتمنى على الدولة أن تعتمد ابتعاث الفنانين الموهوبين لدراسة الفنون في ايطاليا وفرنسا واسبانيا ، وان تعتمد انشاء معاهد وأكاديميات لدراسة هذا الفن لأعطاء الشباب الموهوب الفرصة الحقيقية لظهور العبقريات الفنية من بلادنا إلى العالم .
5- بالضياء نرى وبالنور نهتدي . وسبحانه الذي جعل لنا اعين ترى بضيائه وقلوباً تهتدي بنوره ، ولولا هذا الضوء لما كانت الحياه . وفن كالرسم يعتمد على الضوء بشكل رئيسي بل ويكمن الإبداع في اللعب بدرجات الضوء وألوانه التي لا تحصى . فبين الضوء الساطع و المنعكس والظل القاتم والمنير بحر من الحرية التي تمكن الفنان من التفنن في اخراج ما يعيشه وتجيش به نفسه من واقع وخيال .
6- فكرة العمل تأتي بها ظروف الحياة . أو ذكرايات الماضي أو خاطر ما . اما كيف تتحول الفكرة إلى لوحة فنية فهو الأمر الذي في بعض الأحيان يكون سهلا واحياناً اخرى يكون صعباً ويستغرق كثيراً من الوقت والتأمل . وبين الرسم الأولي على اللوحة البيضاء بالفحم واللمسات اللونية الأخيرة مراحل يتحكم بها المزاج والحالة النفسية ، فإما ولادة لوحة فنية وأما اجهاضها .
7- الموضوع هو الذي يحكم عنوان اللوحة ، وكثير من لوحاتي تحكي قصص ومواقف حجازية وهي المنطقة التي نشأت فيها و ترعرعت . فكيف يمكن أن تسمي لوحة ( دوها يا دوها ) أو ( يا ويز يا ويز ) أو ( نامي نامي وادبحلك جوزين حمامي ) كيف لك ان تسميها بغير هذه الأسماء .
8- لأبي رحمة الله عليه الفضل الأول في توجيهي فنياً ،، فأذكر أنه في سفراته كان يأتي لي بكتب عن الفن العالمي وكان أول كتاب اهداه لي وانا في بداية سن المراهقة هو كتاب اسمه ( The outline of Art ) لكاتبه السير وليام أوربن . وكان لهذا الكتاب تأثير كبير على حياتي الفنية فقد حاكيت كثيراً من لوحات كبار الفنانين به مثل روبنز وتشان و رامبرانت وغيرهم ، و قد تعلمت من المحاكاة الكثير ، رغم أن ألوان الزيت لم تكن متوفرة فكنت اخلط الألوان المسحوقه التي تباع لطلاء المنازل بزيت الكتان لأكون منها الألوان الأساسية ، وكذلك الفرش كانت تلك التي تستخدم لطلاء الأبواب والمصنوعات الخشبية . واما الكانفاس فكان قماش التيل الذي يجب تحضيره بالزنك والزيت وقليل من الغراء الأبيض . وهكذا كانت البدايه . و كثير ما كان يتحدث أبي عن الفن بمعناه العام فلا فرق بين الأدب والرسم والموسيقى والنحت والمسرح وجميع الفنون فكلها تفنن هذا الأنسان الرائع في التعبير عن حياته .
وكان لأمي الفضل التقني فكانت اطال الله بقائها بالصحة والعافية تعمل بيدها ما كان نادراً ان تراه في ذلك الوقت فقد كانت تصور وتحمض الصور وتحوك الملابس و ترسم على القماش لتزيين المخدات والمفارش بمنزلنا . وهكذا تعشقت الفن متأثراً بعقل أبي وأنامل أمي .
9- أرى أن الفنان المبدع لا يحتاج للسعي وراء العالمية لأن فنه وابداعه سيجذب العالمية إليه .
10- أتمنى أن تركز جمعيات الفنون على خلق التنافس بين الفنانين وذلك بالمسابقات ، والمعارض الجماعية وكذلك المشاركات خارج المملكة بالموهوبين منهم .
كما أرى ان تقوم الجمعيات بترشيح الموهوبين ودعمهم لدراسة الفن بروما و فرنسا واسبانيا .
11- النشء مليء بالموهوبين في هذا المجال ، ولكن المشكله في العقلية ، والمفهوم الخاطئ والمنتشر إلى الآن ، أن فن الرسم حرام و الموسيقى حرام ، وصورة الجواز والبطاقة حرام . رغم أن الموسيقى تملاء اذاعتنا وتلفزيوننا ، ونرى كل يوم معرضا ً فنياً ونشارك في معارض خارج المملكة ، وهناك جمعيات رسمية للفنون وصور النساء مثلها مثل صور الرجال على االجوازات والبطاقات . وفي نفس الوقت تجد من يقول لك لا ترسم الأنسان . أو أفصل رأسه عن جسمه ... تناقض وانفصام . أسأل نفسي هل نحن في القرن العشرين ؟
يجب تصحيح هذا المفهوم الخاطئ ومناقشته جهراً للخروج بالنتيجه النهائية إما أن الرسم والنحت والموسيقى والفنون بشكل عام حرام أو أنها حلال .
12- تجربه رائعة ، وهي تجربه حياه كاملة ، فما أتعس الفنان عندما تستعصي عليه اللوحة وتجهض ، وما اسعده عندما يخفق قلبه للمسة فرشاة أو ضربة سكين تولد عندها لوحة رائعه .
13- أرى أن الناقد يجب الا يقل عن المبدع فناً .. فالناقد المقبول لدى الفنان هو الناقد الذي يستطيع أن يحلل ويقرأ ظواهر وبواطن العمل الفني ، فيستفيد من ذلك القارئ والمتابع كما يستفيد من نقده الفنان نفسه .
14- ما أتمناه هو أن انجح في التعبير عن مشاعري في عمل فني اداعب به احاسيس المتلقي واحرك ذكرياته وخياله. وما أكرهه هو ألاّ تصل له المعاني ألتي اردت فيفقد الاهتمام .
15- أحب أن انصح كل أب وأم ترى في ابنها اتجاه وبوادر موهبه في أي مجال كان فني أو علمي أو أدبي أو توجه مهني أنصح بأن يدفعوه للاتجاه الذي يرغبه لأنه أذا وجد الدعم من والديه و مجتمعه الصغير فانه بالتأكيد سينبغ في المجتمع الكبير بإذن الله .